في الوقت الذي يواصل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مسلسل جرائمه الدامية في حق المدنيين، وتوغلاته في الشرق الأوسط، ووصوله إلى ليبيا وصحراء سيناء، وفي الوقت الذي يواصل زعيم هذا التنظيم الإرهابي الاختفاء والتواري منذ ظهوره الأخير والفريد، خرج صحافيون ألمان بتقرير يكشفون فيه أهم ما ميز ماضي المدعو أبو بكر البغدادي، الذي نصب نفسه خليفة.

التقارير التي جرى تداولها على أوسع نطاق خلال أسبوع، تفيد أن صحافيي "زود دوتشيه تسايتونغ" والقناة التلفزيونية الألمانية "إيه آ ردي"، حصلوا على مجموعة من الوثائق والصور التي تخص البغدادي زعيم أخطر تنظيم إرهابي في العالم، وتحدثوا مع بعض من جيرانه القدامى وأصدقائه في مراحل سابقة من حياته، ليكتشفوا من خلال أبحاثهم على نسخة تعود إلى 1980، لأول بطاقة هوية شخصية للبغدادي، والتي تحمل الرقم 234250، باسمه الحقيقي إبراهيم عواد إبراهيم بدري، في فاتح يوليوز من سنة 1971، في مدينة سامراء العراقية، لأسرة فلاحين غير مشهورة، وهو ثالث إخوته من أصل أربعة ذكور.

ضعف النظر

في حياته الدراسية، اضطر البغدادي إلى إعادة الدراسة في إحدى المستويات لمرة واحدة، وبعدها تمكن من تخطي الثانوية العامة سنة 1991، وقد حصل على درجات إضافية، نال على إثرها الشهادة العامة للثانوية، لكونه شقيق لأحد "الشهداء"، ويتعلق الأمر بأحد أشقائه الذي قتل لما كان جنديا في الجيش العراقي في عهد صدام حسين، بينما لم يتمكن البغدادي من الالتحاق بالجيش العراقي، بسبب شهادة صحية من جامعته أظهرت ضعف نظره في العينين.

اعتقال غامض لدى الأمريكان

حالت نقطه الضعيفة دون التحاقه بجامعة بغداد ليلتحق بكلية الشريعة الإسلامية في العاصمة العراقية بغداد، في قسم القضاء قبل أن ينتقل إلى تعلم الدراسات القرآنية، ليحصل سنة 1999 على الماجستير في تخصصه، وكان موضوع أطروحته تلاوات القرآن الكريم، لينتقل بعدها إلى الدراسات العليا بهدف نيل الدكتوراه.

وبعد دخول الجيش الأمريكي إلى العراق ألقي القبض عليه في شهر فبراير من سنة 2004، أي سنة بعد زواجه الأول من سيدة في محافظة الأنبار، لكن سبب سبب اعتقاله فيبقى غير واضح حتى الآن، وقد احتجزته القوات الأمريكية حينها لمدة عشرة أشهر في سجن معسكر بوكا الأمريكي.

دكتوراه بلا أطروحة

وحسب وثيقة توصل بها الصحفيون الألمان في تقصيهم، والتي تعود إلى تاريخ نهاية يونيو من سنة 2004، كتب فيها عضو هيئة التدريس الجامعي، الذي أشرف على بحث الدكتوراه الخاص بالبغدادي، أن هذا الأخير "لم يتواصل معي لأنه مسجون".

وعاد البغدادي إلى الجامعة في دجنبر من العام نفسه الذي أفرج عنه، وهو الوقت الذي اشتغل فيه كمؤذن في حي الطوبجي في العاصمة العراقية، ليحصل على الدكتوراه بعد أن قدم أطروحته في سنة 2007، والتي امتلأت بالأخطاء الإملائية أزعجت كثيرا المشرف على رسالة الدكتوراه، إلا أن الجامعة رفضت تقديم أطروحة البغدادي للفريق الصحفي الألماني الذي قام بالتقصي المثير، بدعوى أنها لم تجدها، وأن جميع النسخ تمت سرقتها منها.ن الجامعةأن الجامعة المعنية رفضت تسليم الأطروحة للفر